المكافحة الطبيعية لآفات وأمراض أشجار الزيتون

المكافحة الغير الكيماوية لآفات وأمراض أشجار الزيتون








عبرمئات السنين تميزت أشجار الزيتون في الوطن العربي عامة، وفي فلسطين خاصة، بسلامتها من الآفات والأمراض؛ إلا أن استخدام الكيماويات الزراعية، ساهم إلى حد كبير في إصابتها بآفات وأمراض لم تعرفها من قبل؛ بسبب قضائها على العديد من المخلوقات والحشرات التي تعمل على التوازن الطبيعي؛ فإن الحشرات لم تكن تشكل آفات حقيقية، نظراً لتحكم أعدائها من الأنواع الأخرى بها؛ ما حد من كثرتها وأدى إلى تكاثرها بأعداد منخفضة.

وقد أدى القضاء على العديد من المخلوقات الطبيعية إلى تحويل العديد من الأنواع إلى آفات فعلية تتكاثر باستمرار، بعد أن كونت مناعة ضد هذه المبيدات؛ الأمر الذي دفع المزارعين إلى استعمال المزيد من المبيدات الكيماوية ذات المفعول الأقوى، والتكلفة الأعلى؛ لمواجهة ظاهرة انبعاث الآفات وتكاثرها ومقاومتها للمبيدات، أي ظاهرة "دوامة الآفات"؛ ما زاد تكلفة مكافحة الآفات على حساب الربح.

وبإمكاننا القول: إن استعمال المبيدات الكيماوية ضد الآفات والحشرات التي تنافسنا على الغذاء والشراب يعتبر، بكل المقاييس، حرباً خاسرة؛ نظراً لكون الحشرات سريعة التكيف؛ لقدرتها على توليد مناعة ضد المبيدات التي تقتل أيضًا الحشرات النافعة التي تغنينا عن استخدام المبيدات. ومن نافلة القول: إن المبيدات الكيماوية تتسبب في إصابة الإنسان بأمراض خطيرة، كالأمراض السرطانية والعصبية والوراثية والتناسلية وغيرها من الأمراض الخطيرة والمستعصية.

ونقدم فيما يأتي بعض وسائل المكافحة غير الكيماوية لعينة من أهم آفات وأمراض الزيتون الشائعة، وتشمل طرق المكافحة الزراعية والميكانيكية والعضوية والبيولوجية؛ وطرق الوقاية غير الكيماوية من آفات وأمراض الزيتون؛ فالوقاية خير من العلاج؛ إذ بالإمكان تجنب حدوث الآفات والأمراض، عبر تركيز نشاطنا وجهدنا لصدها ومنعها أصلا من إصابة أشجار الزيتون خاصة، والمزروعات عامة.

آفات الزيتون الحشرية:

الحشرات القشرية:

تتسبب الحشرات القشرية في أذى مباشر لشجر الزيتون؛ بسبب امتصاصها عصارة الزيتون النباتية، فضلاً عن الضرر غير المباشر لها، الذي يتمثل في الإصابة بالفطر الأسود، الذي يسبب موت الأوراق وتساقط الثمار.

أ‌- حشرة الزيتون القشرية البيضاء:

تصيب هذه الحشرة بشدة ثمار الزيتون، وتتسبب في تساقطها، كما تصيب أفرع وأوراق الزيتون. شكل الحشرة مفلطح ومستدير وقطرها نحو 3 – 4 ملم؛ أما قشرة الذكر فهي بيضاوية، ويبلغ طولها نحو 1 إلى 1.5 ملم، ولونها أبيض أو رمادي فاتح.

المكافحة:

تتمثل أفضل طرق مكافحة حشرة الزيتون القشرية البيضاء وأكثرها فعالية، في توفير الظروف الطبيعية المناسبة لنمو أعدائها الطبيعيين وتكاثرهم؛ ومن أبرز أعدائها حشرتان تعملان على افتراسها، وهما: الأولى Chilocorus، والثانية Aspidiotiphagus loundburyi تعرف علميا .bipustulalus، إضافة إلى العديد من المخلوقات الطبيعية التي يجب توفير الظروف المناسبة لنشاطها.

وقد حققت المكافحة البيولوجية نجاحاً كبيراً في العديد من الدول، وخاصة الطفيل Aphytis sp الذي يفترس الحشرات القشرية، ما يؤدي إلى القضاء على % 90 من عددها.

ب- خنفساء قلف أشجار الزيتون أو خنفساء القشورPhloeotribus oleae Bern:

تعتبر هذه الحشرة من آفات أشجار الزيتون الصغيرة، التي تسبب أضرارًا اقتصادية كبيرة. يبلغ طول اليافعة منها 2 ملم، ولونها بني سوداوي، ويغطي جسمها شعر رمادي اللون. تخرج الحشرات اليافعة من بياتها الشتوي في شهري آذار ونيسان، وبعد التزاوج تضع الإناث بيضها في شقوق قلف قشور أشجار الزيتون. وبعد فقس البيض تخرج اليرقات التي تبدأ فوراً في الحفر إلى أسفل مبتدئة من محاور الأغصان؛ الأمر الذي يسبب خسارة كبيرة للأوراق والثمار، وتحفر اليرقة أنفاقاً متفرعة بين القلف والخشب.

المكافحة:

من الضروري قطع أغصان الزيتون الهشة في شهري آذار ونيسان، ووضعها تحت أشجار الزيتون، فتتجمع عليها خنافس جيل الربيع، ثم تجمع هذه الأغصان بما عليها من حشرات وتحرق. ويعتبر استخدام الطعوم في بداية الربيع من أفضل أساليب مكافحة الخنافس.

ج- خنفساء أغصان الزيتون "سوسة أغصان الزيتون" Hylesinus Oleiperda:

وهي عبارة عن خنفساء صغيرة سوداء تهاجم أشجار الزيتون الضعيفة والمهملة. وتتركز الإصابة في الفروع؛ الأمر الذي يتسبب في تيبسها.

المكافحة:

1- قص الأفرع المصابة وحرقها بعيدًا، وذلك قبل خروج الحشرة الكاملة.

2- التخلص من مخلفات التقليم، وعدم تركها في حقل الزيتون.

3- العناية بالتربة حراثة وتسميدًا، وتقليم الأشجار.

د- حفار قلف أشجار الزيتون Phloeotribus scabaeoides Bern:

تعتبر هذه الحشرة من آفات الزيتون الخطيرة. ويبلغ طول الخنفساء اليافعة 2 ملم وعرضها 1 ملم، ولونها بني سوداوي، ويغطي جسمها شعر دقيق رمادي اللون، وشكل جسمها أسطواني ويكاد يكون بيضويًا. ويبدأ ظهور الخنافس اليافعة لهذه الحشرة في بداية شهر أيار، ثم تزداد أعدادها تدريجيًا حتى يبلغ مداه في شهر حزيران. ولهذه الحشرة أربعة أجيال متداخلة في السنة.

المكافحة:

أولاً: المكافحة البيولوجية:

يوجد ما لا يقل عن سبعة من الطفيليات التابعة لرتبة غشائية الأجنحة، التي تتطفل على حفار قلف الزيتون. وتلعب هذه الطفيليات دوراً بارزاً في كسر حدة الإصابة بالحفار ودرأ أخطاره، شرط أن لا يتدخل الإنسان بالمبيدات الكيماوية التي تقضي على الكثير منها.

ثانياً: المكافحة الزراعية:

تتلخص المكافحة الزراعية في العناية بعمليات الري والتسميد وتقليم الأفرع المصابة وحرقها فورًا؛ حتى لا تكون مصدرًا للعدوى.

هـ- سوسة قلف أشجار الزيتون Rhynchites cribripennis:

تضع إناث هذه الحشرة بيضها داخل مبايض أزهار الزيتون المخصبة، وتتغذى يرقاتها على محتويات المبايض المخصبة؛ ما يؤدي إلى تلف الثمار المصابة. ولا تعدّ الإصابة بهذه الحشرة ذات أهمية كبيرة.

المكافحة:

تتمثل أفضل أساليب مكافحة هذه الآفة في ترك المجال للأعداء الطبيعية الحيوية لافتراسها.

و- قمل الزيتون القافز أو حشرة الزيتون القطنية Euphyllura olivine Costa:

قد تؤدي هذه الحشرة إلى خسائر فادحة في الزيتون. لا يزيد حجم هذه الحشرة عن بضع مليمترات، ولونها فاتح. وتتغذى على عصارة النبات، وتفضل مهاجمة النموات الحديثة الغضة. وامتصاص يرقات هذه الآفة لعصارة النبات، والمصحوب بإفرازاتها الشمعية، تؤدي إلى تأخر نمو البراعم، وتمنع انبثاق النموات الجديدة، كما تؤدي إلى جفاف الأوراق والنموات. وبالعادة، تهاجم هذه الحشرة الأزهار أيضا وتدمرها. ومن العلامات المميزة للإصابة بقمل الزيتون القافز، وجود إفرازات شبه قطنية فوق الأغصان الصغيرة والأوراق.

المكافحة:

من أكثر الوسائل الفعالة في مكافحة هذه الحشرة تقليم وحرق الأفرع المصابة.

ز- دودة أوراق الزيتون الخضراء "فراشة الياسمين" Palpita (Margaronia) unionalis Hb):

تعتبر هذه الآفة من آفات الزيتون الخطيرة، وتتغذى يرقاتها على أوراق الزيتون وأزهاره وعلى البراعم والثمار. يبلغ طول الفراشة من 11 – 16 ملم؛ وعرضها عند فرد أجنحتها على الجانبين 20 – 30 ملم، ولون جسمها وأجنحتها الأمامية والخلفية أبيض لامع؛ ولون اليرقة أخضر، يبلغ طولها عند اكتمال نموها نحو 2,5 ملم، وتوجد على حلقاتها الصدرية والبطنية وعلى رأسها شعيرات مصفرة.

يبدأ نشاط هذه الحشرة في فصل الربيع، ويستمر حتى شهر تشرين أول. تتغذى يرقاتها على أوراق الزيتون ونمواته الحديثة الغضة فتدمرها. كما تهاجم البراعم الزهرية، الأمر الذي يتسبب في سقوطها قبل عقد الثمار.

المكافحة:

التقليم الجيد والحرث العميق أو المتوسط، وجمع الثمار المصابة والساقطة على الأرض تحت الأشجار، وتفصل عن الثمار السليمة، وتعدم بما فيها من يرقات. أما في المكافحة البيولوجية، فقد تم تجريب بكتيريا (Bacillus thuringiensis( BT، وتحديدا في مكافحة يرقات هذه الآفة. وقد تكون النتيجة القضاء على 90 – % 95 من تعداد الآفة.

ح- ثاقبة أوراق الزيتون أو "فراشة الزيتون أو عثة الزيتون" Prays olleallus FABR:

حجم هذه الفراشة صغير، ويبلغ طولها نحو 5 ملم، وتبلغ المسافة بين طرفي جناحيها الأماميين عند فردهما نحو 12 ملم، لون أجنحتها الأمامية رمادي، مع بقع بنية فاتحة صغيرة، يوجد عليها وبر خفيف. لون الأجنحة الخلفية أبيض رمادي لامع. تتواجد هذه الحشرة بشكل مكثف على الأشجار الصغيرة والنموات الحديثة، وتصنع اليرقات الأنفاق على أوراق الزيتون في أواخر الشتاء، ثم تخرج من الأنفاق وتتحول إلى عذارى على البراعم، ثم تتطور إلى حشرات كاملة في أواخر شهر شباط وبداية آذار.

في المرحلة الثانية تضع الأنثى البيض على البراعم الزهرية، ويفقس البيض، ويتحول إلى يرقات تلتهم جميع محتويات البراعم؛ فتذبل الأزهار وتجف. كما تضع الأنثى البيض على الثمار الحديثة التكوين، وتتحول إلى يرقات تدخل الثمار وتبدأ بعمل أنفاق فيها وتتغذى على البذور اللينة، فتسقط الثمار على الأرض.

المكافحة:

كما ورد بخصوص الحشرة السابقة (دودة أوراق الزيتون الخضراء).

ط- ذبابة ثمار الزيتون Dacus oleae Gmel:

ترتفع خصوبة أنثى ذبابة ثمار الزيتون خلال أشهر الخريف؛ أما في أشهر الصيف، فتصل خصوبتها إلى أدنى مستوى. تهاجم هذه الحشرة ثمار الزيتون، وقد تتسبب يرقاتها في إتلاف نسبة كبيرة من الثمار. بعد فقس البيض تحفر اليرقات أنفاقها داخل لب الثمار، وتتعفن الثمرة ويصبح لبها إسفنجيًا جافاً أسمر اللون، وغالبا لا يتغير شكل ولون الجزء الباقي غير المصاب من الثمرة. وينشأ عن الإصابة تساقط الثمار المصابة قبل نضجها وخاصة في شهري أيلول وتشرين أول، وتنخفض نسبة الزيت في الثمار المصابة وتزداد حموضته.

الحشرة اليافعة عبارة عن ذبابة متوسطة الحجم، يصل طولها إلى نحو 5 ملم، وأجنحتها شفافة، وحافتها الأمامية الخارجية مبقعة ببقعة صغيرة صفراء، لون صدرها أصفر سمني، والأرجل صفراء محمرة. يمكننا التأكد من وجود ذبابة ثمار الزيتون من خلال «الانبعاج» البسيط الذي يظهر على سطح الثمار في مكان حفر اليرقات للأنفاق في لب الثمار؛ فيتحول لون السطح إلى بني.

المكافحة:

1- حرث الأرض تحت أشجار الزيتون حرثًا عميقًا، بعد جمع المحصول؛ لتعريض اليرقات والعذارى الموجودة في التربة لأشعة الشمس وقتلها.

2- تنظيف الأرض من الحشائش وأكوام السماد العضوي.

3- جمع الزيتون المتساقط على الأرض والتخلص منه بالحرق.

4- الإسراع في جمع الزيتون الذي قارب النضج، وعصره في أقرب فرصة.

5- توزيع المصائد الصفراء المطلية بمادة لاصقة في بداية شهر تموز؛ لجذب ذباب ثمار الزيتون البالغ بمعدل مصيدة/ خمسة دونمات، ومراقبتها أسبوعيًا. وتعد هذه الطريقة من الطرق التي لا تضر بالحشرات النافعة التي تعدّ العدو الحيوي للعديد من الآفات؛ وبالتالي فهي تحافظ على التوازن الطبيعي.

وتتلخص هذه الطريقة بتعليق المصيدة داخل الشجرة في مكان مظلل ومكشوف لمحيطها. ولكي تكون المصائد فعالة، يجب أن يكون اللون واضحًا، والمادة اللاصقة فعالة ورطبة. لهذا لا بد من تغيير المصائد الوسخة والجافة، علما أن فعالية هذه المصائد تمتد لنحو شهرين، يجب بعدها تغيير المصائد القديمة وتعليق مصائد جديدة.

6- وضع شبكة من السلك الرفيع الضيق الفتحات على نوافذ معاصر الزيتون؛ لمنع الذباب اليافع لهذه الحشرة من الدخول أو الخروج من المعاصر.

7- تنظيف المعاصر من جميع الفضلات، وغسل الأحواض، وسد جميع الثقوب الموجودة في المخازن التي قد تلجأ إليها يرقات الذباب.

ي‌- ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط Ceratitis capitata Wiedeman:

تنتمي هذه الحشرة لنفس رتبة حشرة ذبابة ثمار الزيتون وفصيلتها. وهي تتواجد في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا وأستراليا أميركا الجنوبية، وتصيب 180 نوعًا من العوائل النباتية، ومنها الزيتون. تضع الأنثى بيضها تحت قشرة الثمار الناضجة، أو التي اقترب نضجها، وتتغذى يرقاتها على لب الثمرة، وتسقط الثمار المصابة على الأرض، حيث تخرج منها اليرقات التامة النمو للتحول إلى عذارى.

المكافحة:

تكافح هذه الآفة على الزيتون بنفس الأساليب المتبعة في مكافحة ذبابة ثمار الزيتون.

أمراض الزيتون الفطرية:

1- مرض الفيرتيسيليوم Verticillium wilt:

يعيش فطر Verticillium dahliae، الذي يسبب مرض الفيرتيسيليوم، في التربة، ويسبب ذبول الخضار وأشجار الفاكهة وأشجار الزيتون، خاصة المزروعة في أرض زرعت سابقًا بمحاصيل حساسة للمرض، مثل: الفلفل، البندورة، الباذنجان، البطيخ وغيرها. وقد يعيش فطر Verticillium dahliae عشرات السنين، حتى وإن لم يتوفر عائل.

ومن مؤشرات الإصابة بالمرض: ذبول النموات الصغيرة، وجفاف الأوراق والأغصان الصغيرة، وتيبسها. وعادة ما تكون الإصابة جزئية، وتبقى الأوراق المتيبسة عالقة على الغصن (المتيبس). ومن أبرز علامات المرض، التي غالبا ما تظهر في الربيع وبداية الصيف، ظهور خطوط بنية في المنطقة الحية تحت الإصابة، وفي الأغصان.

يتغلغل الفطر في شجرة الزيتون من خلال الجذور، فيصيبها بالتلف، ثم تذبل أطراف الأغصان. وتعتبر بقايا النباتات والأشتال المصابة والأسمدة العضوية غير المختمرة والمعدات الزراعية الملوثة، ناقلة للمرض.

المكافحة:

1- التأكد من سلامة الأشتال المستعملة.

2- التأكد من خلو الأتربة المستخدمة في أكياس التكثير، من الفطر، ولا بد أن تكون هذه الأتربة معقمة تعقيمًا طبيعيًا.

3- تعقيم التربة في كروم الزيتون وفي المشاتل تعقيمًا طبيعيًا.

4- التخلص من الأغصان المتيبسة وإبادتها.

2- مرض عين الطاووس Spiloceae oleaginea:

يعتبر هذا المرض الفطري من أهم أمراض شجرة الزيتون وأكثرها انتشارًا. وتبرز الإصابة بمرض عين الطاووس على الأفرع والأوراق، التي تتكون على سطحها العلوي بقع دائرية رمادية، يكون بداخلها دوائر وحلقات متداخلة بنية الأطراف. وهي شبيهة بالبقع الدائرية على ريش طائر الطاووس. وتظهر بداخل البقع فطريات رمادية تتحول لاحقًا إلى سوداء فاتحة، وبالنتيجة تصفر الأوراق المصابة وتسقط. وتبدأ العدوى بالمرض في بداية الخريف ومع بداية هطول الأمطار. وتعتبر أصناف "الصوري" و"النبالي" المحلية، أكثر حساسية من غيرها لهذا المرض. ويزداد خطر الإصابة بالمرض في كروم الزيتون التي تكثر فيها الرطوبة، وتصاب بشكل خاص الكروم الكثيفة وغير المقلمة جيدًا.

المكافحة:

أفضل طريقة للتخلص من هذا المرض هي جمع الأوراق المتساقطة تحت الأشجار وحرقها؛ وفي حالة الإصابة الشديدة، بالإمكان قطع الأفرع المصابة وإحراقها بعيدًا. كما لابد من التقليم الجيد مرة واحدة سنويا لتقليل كثافة الأشجار ولضمان التهوية الجيدة وبالتالي التقليل من المرض.

الوقاية من أمراض وآفات الزيتون:-

يمكننا تجنب حدوث آفات وأمراض الزيتون، عبر تركيز جهدنا على منعها من إصابة أشجار الزيتون، بالتركيز على العناية بالتربة، والتسميد البلدي "العضوي"، والتقليم الجيد، والتعشيب والحراثة، وتوفير الغطاء العضوي.

العناية بالتربة والتسميد الطبيعي:

تعتبر العناية المتكاملة بالتربة، والمحافظة على تربة صحية خصبة ذات بنية جيدة، نقطة البداية في الوقاية من الآفات والأمراض. ولا بد للمزارع أن يركز على تغذية التربة، بالتعامل معها كوسط حي. وهذا التوجه يحتاج إلى تغيير جذري في المفهوم الشائع لدى معظم المزارعين، فالتربة الفقيرة والمستهلكة المتدنية الجودة، تشكل وسطًا مناسبًا ومثاليًا لانتشار آفات النباتات، فالإنسان الذي يعاني من نظام صحي سيئ، يكون أكثر عرضة للأمراض.

ومن الأهمية بمكان الابتعاد كليا عن استعمال الأسمدة الكيماوية، علمًا أن النباتات التي تتغذى على النيتروجين بصورته الكيميائية تنمو نموًا سريعًا؛ إلا أن جدران خلاياها تكون رقيقة وضعيفة؛ الأمر الذي يسهل على الآفات مهاجمتها، كما أن التسميد الكيماوي النيتروجيني يحدث خللا في توازن البروتينات والكربوهيدرات في النباتات؛ ما يجذب الحشرات التي تفتك بها. وقد تبين أن زيادة السماد النيتروجيني يرفع من درجة حساسية النبات للعديد من الآفات الفطرية والبكتيرية والحشرية، ولهذا يفضل استعمال السماد العضوي "أو البلدي الطبيعي"، بدلاً من الكيماوي. وتؤدي إضافة السماد الكيماوي إلى أشجار الزيتون في زيادة تأثرها بالجفاف، حيث تزداد الحاجة للمياه، فضلا عن قتل الكائنات الدقيقة النافعة في التربة، وفقدان المادة العضوية التي تخصب التربة، وتحتفظ برطوبتها، ما يعمل على تراجع الإنتاجية، علمًا أن السنوات الأخيرة في فلسطين خاصة والوطن العربي عامة، تميزت بشح الأمطار والجفاف؛ ما أدى إلى تفاقم المشكلة وزيادة الإصابة بالآفات الحشرية، وخاصة سوسة أغصان الزيتون وذبابة ثمار الزيتون؛ إذ تضع الذبابة بيضها في غالبية ثمار الزيتون؛ بسبب قلة الثمار الموجودة على الشجرة، فسوسة الأغصان (وخلافًا لاعتقاد البعض)، تترعرع في بيئة جافة على أغصان منخفضة الرطوبة.

وتضاهي الأسمدة والمخصبات الكيماوية في خطورتها على الصحة العامة والبيئة، المبيدات الكيماوية؛ إذ، وبالرغم من اعتبار الأسمدة الكيماوية النيتروجينية(مركبات النترات والنيتريت) من أهم الأسمدة؛ إلا أنها تؤدي إلى تلوث الخضار والمياه الجوفية والسطحية بالنيترات، كما تؤدي إلى إصابة الأطفال بمرض "زرقة العيون"، ناهيك عن تفاعل النيترات مع هيموجلوبين الدم، مكونة مركبًا معقدًا يسبب للإنسان ضعفًا شديدًا في نقل الأكسجين للدم، بالإضافة إلى تكون مركبات النيتروزامين "لدى تحول النترات إلى أيونات النيتريت، التي تتحد مع بعض الأحماض الأمينية في الجسم"؛ فتسبب سرطانات المريء والمعدة والبنكرياس والكبد والرئتين.

واستناداً إلى ما ورد، من البديهي التركيز في الزراعة عموماً، وفي زراعة الزيتون خصوصًا، على التسميد العضوي "البلدي"، علماً أن السماد البلدي يحتوي على مواد عضوية مشجعة للنمو، ويضيف إلى التربة كمية كبيرة من المادة العضوية الآخذة في التحلل "الدبال: humus ".

ومن أهم فوائد المواد العضوية للتربة ما يأتي:

• تحسين خواص التربة الطينية من ناحية المسامية والتهوية والصرف.

• زيادة تماسك حبيبات الأرض الخفيفة وزيادة قدرتها على حفظ الماء.

• مد النباتات بالنيتروجين الذي تحتاجه بكميات كبيرة.

• تسهيل امتصاص النباتات للعناصر الغذائية الموجودة في التربة، من خلال تحول تلك العناصر إلى مركبات قابلة للذوبان في الماء.

• إكثار الكائنات الحية الدقيقة المفيدة للتربة، وتسهيل عملها.

• إمداد النباتات بالعناصر الغذائية الضرورية "بالإضافة للنيتروجين.

• توفير جزء من العناصر النادرة، وإكسابها صفات تجعلها صالحة لامتصاص النبات.

• محاربة انتشار الآفات الزراعية وتكاثرها والقضاء على البيئة المشجعة لها، وتمكين النبات من مقاومة هذه الآفات؛ فالنبات الضعيف فريسة سهلة للآفات.

وهنا، يجب التأكد من خلو السماد العضوي من بذور الأعشاب الضارة، من خلال تخمير السماد وتحويله إلى دبال (كمبوست)، علمًا أن عملية “التدبيل” تزيد من نسبة الكائنات الحية النافعة؛ بسبب ارتفاع درجة حرارة الدبال إلى ما يزيد عن 5ْ5 م، فضلا عن تحسين بنيته الغذائية.

ويعتبر الكومبوست "الدبال" من أفضل الأسمدة العضوية. وهو عبارة عن الفضلات العضوية وبقايا المحاصيل وروث الحيوانات، التي يتم تدبيلها في الحقل أو الحديقة المنزلية، بتوفير الظروف والشروط المناسبة، في حفرة خاصة تترك لبضع أسابيع أو أشهر، تسقى خلالها بالماء بشكل دوري، مع إضافة طبقات من التراب والقش.

ويختلف الكمبوست (السماد العضوي)، عن السماد الكيماوي في أنه يخصب (يحسن بنية التربة)، ولا يغذي النبات مباشرة؛ بينما يقتل السماد الكيماوي الكائنات الدقيقة النافعة في التربة؛ ما يؤدي إلى تدني خصوبتها بعد بضع سنوات من استعماله.

فوائد الكمبوست (السماد العضوي):

• الدبال الجيد غني بالكائنات الحية النافعة، وبالعناصر الغذائية التي تقويه وتزيد مناعته ضد الطفيليات والعديد من الآفات.

• ويعمل على تحسين بنية التربة، وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء.

• تعميق جذور النبات في التربة.

• الحد من تأثير الجفاف على أشجار الزيتون؛ إذ إنه يعمل على احتفاظ التربة بكمية كبيرة من الماء ولفترة زمنية طويلة.

• توفير المغذيات للأشجار والكائنات الحية الدقيقة النافعة والمخصبة للتربة.

متى وكيف تتم عملية التسميد؟

يضاف السماد العضوي قبل فصل الشتاء، مع الحرثة الأولى؛ لضمان تحلل السماد طيلة فصل الشتاء. وينصح بإضافة نحو نصف دلو من السماد العضوي للشجرة الصغيرة؛ و 1.5 – 2 دلو للشجرة الكبيرة، مرة واحدة كل سنتين على الأقل، ويفضل مرة سنويًا.

وقد أثبت البحث العلمي أن توزيع السماد الطبيعي تحت السطحي (بالحفر)، أكثر فعالية من التوزيع السطحي (بالنثر)؛ فإنه يضمن تهوية التربة وتغذية المنطقة أسفل الجذور السطحية. وتزداد أهمية وفعالية هذه الطريقة في حال كون التربة منضغطة (متماسكة) أو فقيرة التهوية؛ فإن تحسين تهوية التربة، لا يقل فعالية عن التسميد؛ فهو يحفز الجذور على النمو.

قواعد استعمال السماد الطبيعي المختمر:

• يفضل عمل الحفر عندما تكون التربة رطبة.

• تتراوح المسافات بين الحفرة والأخرى من 30 – 50 سم، وبعمق نحو 30 سم. وإذا ما كان السماد في الحفرة بعمق قليل نسبيًا (أقل من 15 – 20 سم)، من المحتمل أن يقتل الأعشاب، أو أن يتسبب في نمو أعشاب أخرى.

• يفضل إبعاد السماد عن جذع الشجرة حوالي 60 سم.

• ترتيب الحفر في دوائر متداخلة، تمتد إلى ما بعد الأغصان الطرفية.

• ينصح بالإكثار من عدد الحفر، لضمان توزيع السماد جيدا في منطقة الجذر، علما أن الأسمدة لا تنتقل جانبيا في التربة.

• لمنع التركيز العالي للسماد؛ يفضل خلطه مع التراب أو الرمل، وبعد الانتهاء من تعبئة الحفر بالسماد، تغطى بالتراب.

• ولدى نثر السماد، يجب عدم إبقاء أي أثر للسماد على الأوراق لفترة طويلة؛ لمنع احتراق الأوراق والبراعم، إذا ما تأخر هطول المطر.

• بعد نثر السماد على النبات، يجب غسل النبات بالماء.

• الحراثة ومكافحة الأعشاب: يمكننا القيام بالحراثة مرتين في السنة: الأولى حراثة عميقة (20 – 25 سم) في بداية الخريف، بعد التسميد بالسماد البلدي؛ بهدف تحضير التربة لاستيعاب أكبر كمية ممكنة من مياه الأمطار، والثانية حراثة سطحية في الربيع، بهدف القضاء على الأعشاب والاحتفاظ برطوبة التربة.

ومن المفيد التنويه إلى أن حراثة حقل الزيتون في الخريف حراثة عميقة، يقلل من الأثر السلبي للجفاف على الزيتون، حيث تعمل تلك الحراثة على فتح التربة واستيعاب مياه الأمطار والاحتفاظ بكمية كبيرة من الماء داخل التربة. كما أن الحراثة السطحية في الربيع تعمل على مكافحة الأعشاب والاحتفاظ برطوبة التربة المتجمعة في الشتاء.

وبالرغم من أن حراثة الأرض تهدف إلى مكافحة الأعشاب الضارة وتغيير العمليات الهوائية واللاهوائية داخلها، فضلا عن تأثيرها المباشر في مكافحة العديد من آفات التربة؛ بسبب تعريض الأخيرة لأشعة الشمس أو للعدو الطبيعي؛ وبالتالي القضاء عليها، إلا أنها (أي الحراثة) تعمل، من ناحية أخرى، على إضعاف النشاط البيولوجي داخل التربة، من خلال تحطيم بعض المكونات البيولوجية، والأحياء الدقيقة المفيدة والمخصبة للتربة؛ لهذا، يجب التقليل، قدر الإمكان، من الحراثة.

لقد عملت شركات المبيدات الكيماوية الصهيونية ووكلاؤها في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، منذ بضع سنوات، على إقناع المزارعين باستخدام مبيدات الأعشاب الكيماوية في كروم الزيتون؛ الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد المزارعين الذين يستخدمون مبيدات الأعشاب، بدلاً من حراثة حقول الزيتون، علمًا أن الحراثة والعمل اليدوي، شكلا تاريخيًا النمط الفلسطيني الأساسي في مكافحة الأعشاب بكروم الزيتون.

ويدعي الذين يؤيدون استخدام مبيدات الأعشاب بأن الأخيرة أقل كلفة من الحراثة، كما أن الأشجار المرشوشة تعطي إنتاجاً أكبر. ويعتبر هذا الإدعاء خاطئ من الناحية العلمية، ذلك أنه بالرغم من فعالية المبيدات على المدى القصير والتي قد تكون أرخص (ماليًا) من الحراثة؛ إلا أن استعمالها المكثف يؤدي، على المدى الطويل، إلى هبوط واضح في خصوبة وإنتاجية التربة وتخريب بنيتها تدريجيًا؛ ذلك أن المبيدات والأسمدة الكيماوية تقتل الكائنات الحية والجزيئات الحيوية النافعة للتربة والضرورية لتخصيبها؛ وبالتالي تؤدي الكيماويات، بعد سنوات قليلة، إلى تراجع نمو وإنتاجية الأشجار؛ كنتيجة حتمية للتراجع الكبير في جودة التربة، التي تعتبر وسطًا حيًا ينبض بحياة وحركة ملايين الكائنات الحية الدقيقة، وديدان الأرض التي تعمل على تحليل المواد العضوية في التربة؛ فتحولها إلى مغذيات للنبات.

ويؤدي تراجع نمو وإنتاجية الأشجار، بسبب رش المبيدات الكيماوية، إلى لجوء المزارعين للسماد الكيماوي، الذي، بالإضافة إلى كونه يشكل تكلفة إضافية، يشكل زيادة بلة للطين؛ لأنه، يزيد من حساسية النبات للعديد من الآفات الحشرية والفطرية والبكتيرية، ويقتل الكائنات الدقيقة النافعة للتربة، ويتسبب في تدهور خصوبة الأخيرة على المدى البعيد، فضلا عن خطورته على الصحة العامة والبيئة.

ومبيدات الأعشاب الكيماوية مواد مسرطنة، ويسبب بعضها تلف الجهاز العصبي المركزي، وتشوهات جينية وتناسلية لدى الإنسان، ويؤدي بعضها الآخر إلى خلخلة التوازن الهرموني في الجسم.

كما يؤدي استعمال مبيدات الأعشاب الكيماوية إلى تراجع كبير في خصوبة التربة وتماسكها ويشوه بنيتها؛ ما يجعلها هشة وسهلة التعرض للإنجراف.

وفي المحصلة، إن استخدام الكيماويات في الزراعة يعمل على تدمير التربة، ويتسبب في تراجع نمو وإنتاجية الأشجار، فضلاً عن زيادة تكلفة المكافحة الكيماوية للأعشاب والآفات، لتفوق الربح المتوخى من زراعة الزيتون وكافة المحاصيل الزراعية. ومهما بلغ الربح الناتج عن استخدام الكيماويات، فإنه يبقى ربحًا وهميًا؛ نظرًا لمضار المواد الكيميائية على الأرض والأشجار، ونظرًا للأضرار الصحية على المستهلك، وللقوة التدميرية التي تصيب المحاصيل الزراعية نتيجة استعمال هذه المواد، كما تتعدى مضار هذه المواد ذلك بكثير؛ إذ أن هذه المواد تشمل بضررها الحيوانات التي تستهلك المواد العلفية والمحاصيل الحقلية المحلية؛ إضافة للإخلال بالتوازن البيئي والقضاء على العديد من خلايا النحل والحيوانات والطيور البرية، والحشرات النافعة، التي تعمل وفق نواميس طبيعية لتشكل أعداء تقضي على العديد من الآفات والأمراض؛ ويمثل استخدام المواد الكيميائية الزراعية خطرًا كامنًا يهدد المخزون الجوفي المائي الفلسطيني. ونظرًا لما سبق فإن استخدام الكيماويات يعد خسارة كبيرة، على كافة الأصعدة.

ونتيجة لما مر ذكره؛ لا بد من إيقاف استخدام هذه السموم الكيماوية، والعودة إلى حراثة الأرض؛ ليستمر تصدر زيت الزيتون الفلسطيني بجودته كافة الزيوت المنتجة في باقي بلدان العالم؛ لتبقى أشجار الزيتون الفلسطينية ذات جدوى اقتصادية تدفع المزارعين للعناية بها، وعدم إهمالها؛ كي لا تقع فريسة للاحتلال، ويبقى اعتماد الفلاح الفلسطيني على أرضه، فيتشبث بها، وتبقى كنزًا دائم العطاء، ورافدًا من روافد الاقتصاد الوطني.

وبالرغم مما ورد، لا تتوفر في أحيان كثيرة إمكانية الحراثة مباشرة بعد انتهاء الموسم الزراعي، فتتأخر عملية الحراثة وبالتالي تنتج الأعشاب البذور، ولدى الحراثة تكون الأعشاب وبذورها قد انتشرت في كل الأرض، الأمر الذي يفقد المزارع إمكانية التحكم في هذه الأعشاب بواسطة الحراثة. وفي هذه الحالة، تعتبر عملية التعشيب اليدوي أو الآلي الطريقة المثلى. وهذا ما سنتناوله في الفقرات التالية.

المكافحة غير الكيماوية للأعشاب:

1- العزق والاقتلاع باليد، أو بالفأس، أو بالآلات الصغيرة التي يدفعها الإنسان، أو يجرها الحيوان، أو بالمحاريث التي تجرها الجرارات، في حالة الزراعة على مسافات واسعة.

وتساهم مكافحة الأعشاب يدويا أو آلياً في الحد كثيرًا من أثر الجفاف على الزيتون، فالأعشاب تزاحم الأشجار والمحاصيل الزراعية على الماء والغذاء.

2- قص الأعشاب بواسطة آلة قص العشب أو المنجل، وهنا يجب التنويه إلى وجوب ترك الأعشاب المقصوصة مكانها في الحقل، كلما كان ذلك ممكنًا؛ فترك الأعشاب مكانها في الحقل يساعد في الاحتفاظ برطوبة التربة، فضلا عن أنها تمثل مواد مخصبة للتربة، ومفيدة لأشجار الزيتون.

3- استخدام الطمر، كوسيلة فعالة لقتل الأعشاب البرية أو الضارة التي لا نرغب في نموها.

4- يعتبر التخلص من الأعشاب الضارة بالحرق من الممارسات المقبولة بتحفظ، وبإمكاننا القيام بذلك، في حال عدم استعمال الأعشاب كغطاء حيوي أو كمصدر للدبال.

وتعتبر مقاومة الحشائش الضارة من العوامل الهامة التي تقلل الإصابة بالآفات المختلفة؛ فالقضاء عليها يقلل من الرطوبة الجوية حول النباتات وبالتالي يقلل من احتمالات مهاجمة الأمراض التي تصيب المجموع الخضري، فضلاً عن أن الحشائش غالباً ما تكون ملجأ للكثير من الفطريات تستخدمها لإكمال أطوار حياتها عليها.

وتساعد عملية التعشيب بالوقت المناسب في تقوية أشجار الزيتون، والحفاظ على الرطوبة والمغذيات في التربة؛ فالأعشاب الضارة تشكل منافسًا قويًا للمحاصيل يعمل على امتصاص الغذاء والماء بشكل يفوق قدرة المحاصيل على ذلك. ويشكل القضاء على الأعشاب خطرً يتهدد العديد من الحشرات الضارة التي تقضي الشتاء على الحشائش والمخلفات المتواجدة في الأسوار والأسيجة على أطراف الحقل، كما أن بعض الفيروسات التي تصيب الخضروات تقضي شتاءها على جذور النباتات المعمرة.

ولا بد أيضا من إزالة الحشائش القريبة من مراقد البذور أو البيوت المحمية التي تنمو بها النباتات الصغيرة قبل شتلها في الأرض. ومن المفيد أيضاً استخدام الطمر، كوسيلة فعالة لقتل الأعشاب البرية أو الضارة التي لا نرغب في نموها، وبإمكاننا استخدام القش أو الحجارة أو الكرتون أو الورق أو الجرائد، ولدى استعمال القش يجب أن يكون خالياً من بذور الأعشاب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن للأغطية البلاستيكية السوداء أو العاتمة القدرة على كبح نمو الأعشاب الضارة التي لا تستقبل الأشعة النشيطة في التمثيل الضوئي، وهي تحت الغطاء الأسود، وبالتالي فإنها لا تنمو، لكن من الضروري أن يكون تركيز وتوزيع المادة الملونة جيداً.

ويمكن قص الأعشاب قبل إزهارها وإنتاجها للبذور، وتركها مكانها في الحقل حول الأشجار كبديل للحراثة، وتشكل الأعشاب، في هذه الحالة،غطاء عضويًا للأشجار، يحافظ على رطوبة التربة؛ الأمر الذي يقلل من الأثر السلبي للجفاف على الزيتون، وبالتالي التقليل من آفات التربة، فضلا عن تخفيف إنجراف التربة السطحية بفعل الرياح والماء، وفي المحصلة زيادة الإنتاج.

ويعمل الغطاء العضوي على حماية الكائنات العضوية المفيدة، وحماية البنية الأساسية للتربة من إنجراف مغذيات النباتات. ولدى تحلله يتحول إلى سماد للأرض وبالتالي يعمل على تخصيب التربة.

التقليم:

تنطلق عملية التقليم الناجحة، من تحديد عدد الأفرع الأساسية، وتحديد ارتفاع نقطة التفرع الرئيسية، وتتلخص في إزالة الأفرع المريضة والمكسورة والمتشابكة، والنموات غير المرغوب فيها؛ الأمر الذي يسهل دخول الهواء وأشعة الشمس إلى داخل الشجرة؛ ما يحسن النمو والإنتاج، ويسهل مختلف العمليات الزراعية، ومكافحة الآفات والأمراض، فضلا عن الحد من ظاهرة تبادل الحمل (المعاومة) التي تتميز بها أشجار الزيتون. وتتلخص ظاهرة المعاومة بغزارة الحمل في سنة معينة (وتعرف بالسنة "الماسية") ومن ثم يليها في السنة التالية هبوط في الإنتاج، (وتعرف تلك السنة بالسنة "الشلتونية"). وتفسر هذه الظاهرة في أن غزارة الحمل في السنة الماسية، تستنزف قوة الشجرة، وتحد من قدرتها على الحمل في السنة التالية.

وبما أن الأغصان ذات عمر سنة هي التي تحمل ثمار الزيتون؛ فمن المحبذ القيام بعملية تقليم خريفية (بعد القطف)، لإتاحة المجال لنمو أغصان جديدة في السنة التالية، وللتخلص من الأفرع غير المرغوب فيها.

ويفضل تأخير التقليم حتى نهاية شهر حزيران؛ بعد معرفة درجة عقد الثمار؛ ولمعرفة كمية الأمطار وتوقيت هطولها، فيجب أن يتناسب عدد الأغصان التي سيتم قصها، عكسيا مع كمية الأمطار؛ لضمان التناسب بين حجم الشجرة، ومقدار الرطوبة داخل التربة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زراعة الاشجار من البذرة الى شجرة

السقي بالمياه المالحة

منشط النمو الخارق والأسرع لجميع أنواع الزرع داخلي خارجي وزراعة الأسطح .N...